يبدو الموت مهيبًا في أثره وصورته، لكنه في جوهره هش وضعيف. لا يستطيع أن يحقق غايته دون رسول يمهد له الطريق، فيقطف الأرواح دون عناء. لا أدري إن كان هو من اختارني، أم أنني أنا من سلكت دربه، لكن الأهم أننا أصبحنا كظلّين لا يفترقان. حين يُذكر الموت، أكون أول ما يتبادر إلى أذهان الناس، وحين يُنطق اسمي في أي مجلس، يخيم شبح الموت على المكان. لقد أصبح موسى هو ظل الموت ذاته.

هذه السطور تأتي من بدايات الرواية الجديدة "الموت الثاني للظل"، التي ستصدر لأول مرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، بقلم الكاتب مينا خيري فوزي. وهي روايته الثالثة بعد "أوفير" و**"بني مفروم"**، لتضيف فصلًا جديدًا إلى مسيرته الأدبية.

صدرت الرواية بالتعاون مع دار الفؤاد للنشر والتوزيع، الدار التي حصدت جائزة أفضل ناشر مصري لعام 2023، وكذلك جائزة أفضل ناشر أجنبي في آسيا لعام 2024. وتُعد دار الفؤاد واحدة من أبرز دور النشر المصرية، المعنية بتقديم أعمال أدبية تحمل جودة الكتابة وعمق المحتوى.

كما تم اختيار "الموت الثاني للظل" ضمن مشروع "السبعة الكبار"، وهو مبادرة أطلقتها دار الفؤاد بالتعاون مع صالون سالمينا الثقافي، بهدف الترويج لأهم الروايات العربية على مستوى إقليمي وعالمي.

أما الغلاف الخلفي للرواية، فيحمل كلمات تعكس عمق الطرح الفلسفي للعمل:

"عندما تشرق الشمس، يكبر الظل. وعندما تغرب، يختفي. لكن، في هذا العالم الديستوبي، الظلال لا تعرف الرحيل!
تمشي خلفنا، تهمس في آذاننا، تنتظر لحظة الانقضاض.
وحين يموت الظل، لا يعود شيء كما كان، بل يبدأ السؤال الحقيقي: هل نبقى متمسكين بإنسانيتنا بعد أن نفقد ما يعكسنا؟
لكلٍّ منا ظلّه، وإذا أدرنا وجوهنا للنور، كان ظلنا خلفنا، وإن أعطيناه ظهورنا، سار أمامنا.
أما إذا كنا في قلب النور، محاطين به من كل الجهات، فحينها فقط… يكون ظلنا تحت أقدامنا.
وهنا، نعود إلى أصلنا، فننال النور والحرية، ونعيش الحب الذي بدأ معنا، ليستمر إلى الأبد."

كلمات تكشف عن أجواء الرواية الفريدة، وتدعونا إلى رحلة فكرية تتجاوز حدود الواقع. نتمنى لكم قراءة ممتعة ومثرية!